Social Icons

Featured Posts

الرسالة الرابعة والعشرون لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 اليوم أول مرة أميز رائحة شجر الموز ، رغم كل هذه السنين ، رغم أنّأ كنا نقطع شجره و نحن صغار و نقذفه فوق سطح مياة " الترعة الكبيرة " في قريتنا ، و نستخدمه للسباحة .
ميزت الرائحة بدهشة طفل يري شيء لأول مرة و يتفحصه بشغف .
الموز يحتاج ، ليكبر ، مكان نظيف لا لوثة فيه فقط و ماء ، الأسمدة تضره . إلا أنهمهاما ذبل حين يُوجد في أرضًا مناسة يكبر و يزدهر. ثمر الموز يكون في هيئة قلب كبير عبارة عن أوراق تغطي مصفوفات من أصابع الموز ، مع كل ورقة تسقط يتجلي الثمر .
يتخلي فيتجلي .
مجنون بني عامر كان يقول : " و ليّ ألف وجه قد عرفت طريقه و لكن بلا قلب إلي أين أذهب ؟ "
الواحد مهما انكفأ علي نفسه ، أو خجل من عودته لشيء ، علي أن يحفظ لنفسه " قلب سليم " و يكون خوفه علي قلبه الخوف الأكبر الذي يحميه من كل خوف .
قد يكون من لا يملك شيء لا يخسر شيء ، لكن من لا يملك قلبًا يضيع بين الناس .
جوع القلب هو جوع المتاهة التي لا تُفضي أرض .
أ الأشياء تختلط عليكِ أحيانًا و لا قدرة علي احتمال بعض النهارات . داخلكِ سر ، كتمتِ ، و تنتظرين شمسك . تتوقين للنور و يضيق بكِ جسدكِ . تريدين الكلام ، يتعثر لسانك .
ألا تقسين علي نفسك ؟
قلبكِ ليس خرابًا ، روحك ليست ملوثة . لا تخافي من الحطام خلفك في مكان هش كالعالم .
لستِ سيئة ، لم تخطئي كثيرًا أيتها الوردة ، ليس عليكي أن تعيشي حاملةُ صليبك . تشجعي يا حلوة لا طائل لهذه الأوهام التي تعذبك . كل الذي تخافينه بعيد عنكِ . بعيد .
عليكي فقط أن تحرري نفسك ، تصيرين خفيفة ، تفتحي جناحيكِ و كفراشة تطيرين ، تزينين السماء بكحل عيونك و فائض الألوان .
جميلة أنتِ كسحابة " متهادية وحدها في سماء زرقاء " .

أُذكركِ أنكِ حلوة .

الرسالة الثالثة والعشرون لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
لطالما كنت مبهورًا بقوانين نيوتن. وفقًا لها ، الذي يمكّن الأجسام الفضائية من الطفو في الفضاء، ليس تحددها و لا ثقلها الذي لا مفر منه، بل توازنها.
التوازن؟
ذراعي الأيمن أقوى بكثير من الأيسر لدرجة أني كنت أحس بعدم التوازن. اعتبرِك ذراعي الأيسر. أيضًا القلب ناحية اليسار، الجهة التي تحتلينها. أنتِ تحفظين توازن الحياة الهش.
قابلتِك؟ لا أنا وجدتِك، كمن كان يبحث عن ضالته.
أنا أيضًا مبهور بالروائح. فولبير لم يحب كوليه إلا باستعارة الروائح من النرجس حتى زهر الليمون. الروائح تنمي الشغف و تربي الوصال. غلبة ما يثيره الأنثوي، غلبة ما تثيريه أنتِ. حين اعانقِك، لا أضمك بل أميل عليكِ لأجل، رائحتِك، فردوس جسدك.
عالم نحوي كبير، إسمه الكسائى، أفنى حياته في دراسة النحو و اللغة. قال : " أموت و في نفسي شيء من حتى".
و أنا في نفسي شيء من حتى. حتى أثري ما عشته معِك، حتى أدرك ما لم أعرفه، معِك، حتى امتلأ بكِ، حتى أذوب فيكِ، حتى أكونِك، حتى تكونينني، حتى يكون أينا أنتِ أينا أنا.

أذكرِك أنكِ حلوة.

الرسالة الثانية والعشرون لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 يحكي كافكا في إحدى قصصه_ على لسان الرواي_ عن رجل حمل دلو و خرج ليحضر فحمًا و كانت هناك أزمة فحم. فى الطريق حمله الدلو، حتى دكان فحم، حمله الدلو أمام شرفة الطابق الثانى فوق دكان الفحم، أمام زوجة صاحب الدكان، و صاحب الدكان في الأسفل فى الدكان، يريد مساعدته و لكن الرجل لا يستطيع الهبوط ليخبره ماذا يريد. تضيق الزوجة ذرعًا بالرجل في الدلو، تحل مريلتها، مبعدة المتطفل كأنه ذبابة، الرجل فى الدلو خفيف؟ جدًا لدرجة أنه يطير بعيدًا.
الذي يحملك قد يأخذك إلى نقطة لا يعود فيها حتى الطلب المتواضع ممكن ؟
ما أريده أن تكونى أنتِ، تكبرين و تكبر فيكِ غواية الحياة ، تبسطين ذراعك_ خفيفة_ و المدي أمامِك واسعًا، تحلقين. تزدادين اكتمالًا بنفسك، لا حاجة بكِ لشيء يحملك، لا تحاولين التواؤم مع شكل ما، لا شيء ثقيل يقيد روحك و لا شيء يفلت من يدكِ إلا رماد ما مضى.
الملائكة و جنيات الأحلام تحرسك و هم فى زاوية سريرك، لا ذئب يخفيك في الليل بدل من حكاية الجدة.
تفعلين ما تشتهين، تعبرين كل طريق بشغف و دونما خوف.
كل لحظة ، تحسين فيها أنكِ أثقل من احتمال نفسك، تحسين فيها بالخوف من غول العالم، هى خيبة شخصية.
أن تضحكى دون أدنى خوف، هي جائزتي الوحيدة في هذه الحياة. و أصمت امام ضحكتِك لكثرة ما يخجلنى جمالها، كجمال لفظة إسمك المعسلة.
أحبِك، و لو كنتى، سيئة، مكسورة، مهزومة، و لو كنتى آخر قاتلة على وجه الأرض.
لا شيء معِك يبدو مفردة مجردة ككلمة فى المعجم، معِك، لكل شىء معنى.
أبحث معِك عن التشابك؛ تملكين حياة كاملة، و أملك حياة كاملة، و لكننا متشابكين، و كل شيء متقاطع.
نحن شركاء فى الحياة. لا. للدقة. أنتِ حليفتي ضد الحياة. أنتِ " امرأتي" و " مسدسي الباقي".
بالمناسبة، حتى الهروب منِك، ملئ بكِ.

اذكرِك أنكِ حلوة.

الرسالة الحادية والعشرون لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 تعرّف " إيمان مرسال " الموت أنه قد يكون" عدم القدرة على تبادل ذكرى مشتركة بين شخصين”
إذن ، ربما تكون الحياة هي أن يصبح كل شيء ذكري مشتركة بين شخصين ، اتحاد كامل . الحب أقوي من الموت ، أقوي من الخطيئة .
بعد موت " فان جوخ " ، كتب الدكتور " غاشيه " الذي كان قد فهم مريضه إلي شقيقه _ أقصد شقيق جوخ _ : " كلمة حب الفن ليست دقيقة ، علي المرء أن يسميها إيمانًا " .
الإيمان ؟
الإيمان الذي كان ( ينقص ؟ ) رامبو ، سواء بالله أو الإنسان . رامبو صديق الله الذي أنكر إسمه ، حين كان صغيرًا كتب علي أبواب الكنيسة : " يسقط الله " .
حلم رامبو بكل شيء ، و للحظة لم يقف شيء بينه وبين يقين الحلم : " أري في السماء شواطئ لا تنتهي تغطيها أمم بيضاء فرحة " .
القس الذي زاره قبل الوفاة لأخذ الاعتراف . رُوي أنه قال لشقيقته : " أخوك لديه إيمان .. لديه إيمان ، أما أنا فلم أحمل إيمانًا كهذا " .
الإيمان ؟
لم يُغرني أبدًا جمالك ، أنا أؤمن بروحك ، روح صافية بتول ، لا ذنب و لا خطيئة ، وفيرة بقدر ما هي نادرة و نادرة بقدر ما هي وفيرة في عالم كل شيء فيه مستعار ، كل شيء بديل . الناس يمضون حياتهم وهم يحاولون كسر الأغلال حولهم لكن القيد السري ينهشهم و يحرمهم الراحة .
الروح حافلة بما يدل عليها فلا عناء إذن في العثور عليكِ أو الاستدلال علي أزرقِك .
الأفضل هم الذين لا يعرفون أنهم أفضل .
" متي لا تعود الملائكة تشبه نفسها ؟ "
حتي و إن عادت الملائكة لا تشبه نفسها ، تشبهين أنتِ نفسك . في أكثر لحظاتِك يأسًا ، تزدادين تعطشًا للحياة . تصيرين ما أنتِ . لا تحسين بالخواء ، لا يطوقِك شيء ، لا تمرضين من وقوفك _ و لو_ وحيدة ، تكملين الشوط حتي النهاية ، لا تكونين واهنة الروح أبدًا و لا تحسين في ساعة أن سعيك كان هباءًا .
أنتِ أنتِ ؛ رَّحْم واسع ، ممتدة كغيمة ، طويلة كشجرة سرو ، و ظل كعريشة ياسمين . تكبرين و لا تذبل روحك ، تزدادين امتلاء بالحياة و تبقين ضيفًا راقصًا فيها و تزهر ضحكتِك دائمًا . يداكِ الخفيفتان تجعلان الأشياء خفيفة .
كل لحظة و أنتِ حاضرة أيتها الأميرة ، و لست _ أنا _ فخورًا بشيء كفخري بتسميتِك ليّ صديقًا، تظلين مُبهرة و تلمعين أمامي دائمًا كما تلمع الحكاية أمام الطفل .

أُذكركِ أنكِ حلوة .

الرسالة العشرون لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 كان " ماريو فارغاس يوسا " روائي الأحلام و الأوهام ، يُعرّف خسارته بالذل الكبير . الواحد يحس بالذل الكبير لو أدرك _ ولو مرة _ أنه خسر عمره ، حين يري حياته غير مضيئة . "كل ما لدي هو مني ، وكل ما لم أحصل عليه كان بمقدوري امتلاكه لولا انحرافي وعدم معرفتي لنفسي . عراقيل الحياة منعتني من الوصول لكنني أريد أن أبدأ .. "كما تقول فروغ فرخ زاد .
أحب " صمويل بيكيت " . أحب " بيكيت" و أخافه . أخاف : مأساته ، ملهاته ، ألمه و أمله . " هذا أحد الأسباب التي تجعلني اتجنب الكلام قدر الإمكان ...و هذا شيء بشع بالنسبة لشخص لديه ولع بالحقيقة مثلي . " هذا ما يقوله " بيكيت " ، يضيف :" و لكنني لا أعمل من أجل المال ، من أجل ماذا إذن ؟ لا أعرف الحقيقة أنني لا أعرف العديد من الأشياء. "
لا أعرف العديد من الأشياء . لا أعتبر شيء يقينًا أو حقيقة ، لكن الأمور معكِ مختلفة تمامًا بالنسبة ليّ ، بالنسبة لواحد لم يتملك حقيقة في عمره . معكِ كل شيء يبدو حقيقًا و تجعليني أنا نفسي شخصًا حقيقًا .
إن كنت أنا بحر ، فأنت البر ، و البر هو من يحدد البحر و يعرّفه . أنتِ تعرفيني . من لا بر له لا بحر له . و أنتِ بحر أمامي و فيّ ، أزداد تورطًا فيكِ و أحب التورط فيكِ .
في بداية كل شيء تكونين أنتِ هناك . في نهاية كل شيء تكونين أنتِ هناك . حب غير مشروط ، يعبر عن الأشياء كلها .
أتكئ علي حبك .
لا أحس أني غريب أو وحيد بوجودك . كل شيء امتداد لظلك . أنتِ أفضل ما لدي و ملجأي الوحيد . أعرف أني استطيع أن أثق بكِ . أعرف أني استطيع أن أمضي كل شيء إلي جوارك ، و كل شيء في مرته الأولي . حين يضيق بيّ كل شيء ، أجيء إليكِ ، أعرف أنه لن يكون في عينيكِ أي تأنيب ليّ ، و أنتِ الوحيدة التي تكسر السكون في قلبي ، و ترغبين فيه حين يكون مثل خبز يابس لا يرغب فيه أحد .
دونك لا شيء يبدو ضروريًا . أحبك . أحب حبك . أحب كل شيء في حبك .
أنتِ تُضئنني .
ما أريده هو أن تُزهر ضحكتك _ ضحكة السيدة _ لا أكثر و لا أقل . أريد أن أشد علي ساعدك . لا . أريد أن أكون ساعدك . أريد أن افتح لكِ في كل جدار نافذة و أمام كل نافذة وردة ، و علي كل وردة فراشة تضع القبلات فوق جبينك .
و ابقِ وردة علي صدري .

أُذكركِ أنكِ حلوة .

الرسالة التاسعة عشر لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 في مسرحية " أيام هانئة " لـ " صمويل بيكيت " واحد من أصعب الأدوار النسائية في تاريخ المسرح ، رغم ذلك تسابقت نجمات المسرح لأدائه :" روث وايت، بريندا بروس، ماري كين، مادلين رينو، إيفا كاتارينا شولتز " . في الفصل الأول " ويني " مدفونة حتي ثدييها في الرمل و حتي عنقها في الفصل الثاني و الأخير . الضوء مُسلط علي فمها تحديدًا حتي إنزال الستارة . .
الرمل يعلو ويعلو حتى يغرق الفرد كليًّا . قدرتنا على رعاية أوهام غير قابلة للزعزعة في فراغ الأمل ، لن تستطيع كلّ فظائع التجربة أن تفقدنا إياه . لا يمكن الشفاء من الأمل .
تقول "ويني " : " لا ألم ... إنه لشيء عظيم ليس كمثله شيء . "
" الكل غريب هنا " ؟
كي يكون الواحد دائمًا هو ، يتغير عما كانه .
لا مضيف إلا " الأنا " . الواحد لا يستطيع قول الحيقية إلا لنفسه . كل شيء محله القلب .
الأشياء تبقي ميتة إن لم نحييها ؟ ما علق بسبب خوف . كل ما لم نستدر نحوه خوفًا من الغلبة . ما غادرناه كبقعة ماء في وجعه الشمس .
ما مشيناه و تفرق أمامنا . ظل وحيد في حفرة تضيق بنا .
أكون مسرورًا حين تأتين . أكون أكثر سرورًا حين تأتين أنتِ مسرورة . أنت " ال " الأمور . كل الأمور تبدو معكِ أكثر إن رغبتِ في ألا تتكلمي سأجاوركِ الصمت . إن رغبتِ في الكلام سأجاوركِ منصتًا . إن رغبتِ في السير سأجاوركِ الطريق . ما يضيرني أن تظني الوحدة رفيقتك أبدًا ، و أن تحسين أنك تحاولين بوابة منيعة وحدك تمامًا . أحب ضحكتك الجميلة كياسمينة حين تعلو وجهك الجميل كوردة بندي الخامسة فجرًا .
حين أذكرك ، أينما كُنتُ ، أينما كُنتِ ، "آخذ شهيقًا بعمق ربما تكون الريح حملت " نسمة من زفيرك ، أو تخبرني مثلًا : أن الماء خدر علي يديك . الصحون تضحك حين تلمسينها ، القمر الشاخص في العراء يرافقك و الشوارع في اتجاهك . الأغاني تحاول جاهدة أن تكون لائقةً بكِ . و ضحكتك تصل بين الملائكة و روحك .
ستكبرين ،و لا تُنكّس ضحكتك أبدًا . لا تضلي الطريق إلي بر نفسك . لا تكتبين الغياب و أنتِ دالية و نافذة و ظل . لا يذوب سكرك . لا يبهت الأزرق في قلبك .لا تبذل ورودك و لا تنقض الفراشات من حولك .

أُذكركِ أنكِ حلوة .

الرسالة الثامنة عشر لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
كان " فالك ريتشر " يقول : " البشر لا يلتقون ، بل يفترقوا من قبل أن يلتقوا أصلًا . حياتهم تقول لهم خمسين ألف حكاية مختلفة ، لا يفهمون منها أي شيء ، و لا يستفيدون منها شيء . "
النحات " بيجماليون " كان حين يمر علي التمثال الجميل ، يخيل إليه أنه محبوبته ، و ما أن يقترب ، يراه مجرد تمثال . لم يصدق عينيه ، لقد قسّمه الحب نصفين : نصف يري ما يري و نصف لا يري ما يري . كان كل أمله أن يصدق نصفه الثاني ما يعرفه نصفه الأول .
ظل " بجماليون " يطلب من الآلهة ، أن تبث الحياة في تمثال محبوبته الجميل ، و تنتهي مفارقته الداخلية إلي ما يرغبه و يحبه ، ما قام بنحته من عواطفه و روحه .
استجابت الآلهة لطلبه ، ليجد نحته ، الذي سهر عليه ، أمامه ، تجسيدًا مشخصًا لحبه ، المطلق .
“أن تتأمل نفسك يعني أن تفهم ما كنت تعرفه دائماً من غير أن تفهمه”
هذا ما يقوله " حسين البرغوثي " في ضوئه الأزرق . حسين البرغوثي الجمال الذي خانه الموت لكنه _هو_ ما يهم _ لم يخن نفسه . عاش بين اللوز . حافظ علي الطفل في قلبه ، ضمن هامشًا له .
ما الذي نبكيه ؟
" الذي لم نتعلم التعبير عنه " ؟
الورقة الخضراء التي تسقط فوق الأرض السوداء ؟
الغصن الوحيد الذي غادره العصفور ؟
هشة ؟ أنتِ خفيفة . تظنين أنك لستِ إلا جسد مُعرض للعطب ؟ أي جمال يراه أحد فيكِ ، ليس إلا وهم ؟ تخافين أن يُفتضح سوئك الذي تتوهمينه أنتِ ؟
أنتِ جميلة . تفهمين ؟
هناك مشهد يتمثّل أمامي دائمًا : مكان ممتلئ بالكراسي ، امرأة تشعر بالخوف ، تتعثر في كل شيء ، و رجل يبعد الكراسي عن طريقها ، يحاول دائمًا أن يسبقها ، يخلي لها الطريق ، لتجده خاليًا ، دون أن تلحظ أو تتعثر في شيء ، و لا حتي هو . الطريق لأجلك و معك ، معك و لأجلك . حين أكون راغبًا فيكِ ، أرغب / أقبل حالك أيًا ما كان : خوفك قبل شجاعتك ، تعقيداتك قبل كل سهولة ، و طريقك أيًا ما كان .
ما آمل فيه أن أعهد لكِ بالكثير من الأشياء كما لم أستطع أن أفعل مع أيًا كان . أتمني أن أكون عونًا لكِ .
أنتِ أنتِ و لا شيء آخر : جميلة كالبداية . تذهبين إلي حيث ، تحبين ، فقط . تخلصين لذاتك ، لا ، أن تدهشي الآخرين . تؤدين أمورك برغبة حقيقة ، لا رغبة عن هزيمة ، لا رغبة في انتصار.
الملائكة تنام فوق طرف ثوبك ، تضحكين ، كغيمة من براءة ، تغنين ، لروحك ، لأجنحتك و أحلامك .
لا تُضيّعين أيا مما في قلبك ، و لن تكوني أبدًا فراشة فضت الريح جناحيها .

أُذكركِ أنكِ حلوة .

حقوق الطبع والنشر ، محفوظة لـ مجلة انا وذاتي