Social Icons

الرسالة السابعة لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 أحب دودة القز لا لأنها لا تحب و لا تكره ما تقضم و تنتج الحرير كما أخبرتك .
أحبها بخوف و شفقة ككل استثنائي و مهمل في العالم . لا تخرج اليرقة للحياة
إلا في الربيع و لا تنسج الحرير إلا حين تصير فراشة ، لكن خروجها من شرنقة
الحرير يمزق الشرنقة . يعمد المربون للتخلص من أجنحتها ومن حياة الفراشة
نفسها بوضعها في الماء المغلي أو يكونون رحماء قليلًا ، يتركونها في الشمس
لأيام . أي فظاعة !
مشكلة كل واحد في هذه الحياة نفسه هو لا غير . لطالما كنت شغوفًا دائمًا
بالتواجد في المقاعد و مراقبة الأمور . الجميع يريدون أن يكونوا آلهة ، يتحكمون
في شئون غيرهم ، هذا يجب أن يحدث ، هذا لا يجب . يهربون من أنفسهم ،
خوفهم و فشلهم في محاولة السيطرة علي الأمور و كل ما يتسرب من بين
أيديهم. الكل يهرب من ذاته التي يريد تحقيقها . يبحثون عن أقنعة و مع كل قوة
تظهرها أقنعتهم ، خراب أكثر يطول روحهم .
أصعب ما يواجهه الواحد هو التعافي من الجهد الذي يبذله لتقبّل العالم وتقبّل
البشر الآخرين كما هم و أن يتقبلوه هم أيضًا كما هو . كل منّا يفعل ما بوسعه،
لكن أحدًا لن يفعل ما يكفي. كيف يصل من لم يُدرك كماله؟
أعرف أنكِ تخافين أن تنطفئ شمعة عمرك قبل أن تكوني قد عرفتِ نفسك .
تحاولين اسناد كل شيء بعينيكِ المضطربتين الحائرتين ، تبحثين عن شيء
في مرآة العالم ، لكن المرايا خرساء ، لا تُظهر شيء ، كل ما تُريدينه لذاتٍ
حقيقيةٍ ، يُدرك لا يُري . أنتِ قوية بمقدار قوة أضعف جزء فيكِ ، ما تتركينه
يسعي خلفك ما تسير وراءه يقودك ، الأشياء إما أن تقود لهدي ، أو تقود نحو
ضلال . لا تخضعي لشيء . صعب ؟ حاولي .
لا تبحثي عن شيءٍ حولك ، الحقيقة داخلك ، لا تضحين بما تعرفينه ، لأجل ما
يظنه الناس ، " كم خيال يا ترى للحقيقة الواحدة؟ "
سيكون عليكِ أن تصمدِ بمواجهة شيء آخر: إغواء الانجراف مع التيار .
ما من طرق مختصرة لأي شيء.. لا أقول بأن كل شيء صار صعباً ، أقول بأن
الصوت الذي يحفزك هو صوتك ، ذلك النور الداخلي هو أنتِ .
الحياة حلوة ، مثلكِ يا صغيرة ، كُفّي عن ظلال لا تشبهك . امتلئي .. بكِ ، أنتِ
أوسع من بلاد الناس .

.أذكرِك أنكِ حلوة.

حقوق الطبع والنشر ، محفوظة لـ مجلة انا وذاتي