Social Icons

الرسالة التاسعة لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 ما أردته و أنا صغير هو أن أكون حدادًا ،كنت مبهورًا بالحدادين ؛ كيف يستطيعون تشكيل وردة من الحديد القاسي ، مع كل طرقة يرتد ذارعهم أقوي و أقدر علي حمل و إزالة أشياء أثقل . كنت أحب الفحم بشفقة ، كونه أسود و يتأفف الناس من رائحته .
كما أحب العاهرات يجعلن من رحمهن ، منبت الحياة ، صندوق نفايات للرجال ، الذين يذهبون إليهن ، ليفرغوا شهواتهم و .. أسرارهم ، لأنهم دون عناء سيبدون بجانبهم _ أي العاهرات _ أكثر نظافة .
أي معرفة عاجزة عن أن تبين لنا ما قيمة له و ما لا قيمة له . لطالما تحكم الخوف في الناس ، ودفعهم خوفهم ، للنزاع وحملهم علي العنف كي يجعلوا أنفسهم سادة لغيرهم أو بحثًا عن أرباح و انتصارات . و ما نسوه في غمار خوفهم أن الانتصار لا يعني شيئًا . و أن الحياة تعادل خالص ، بداية و ميلاد ، نهاية وموت .
الذين يدعون امتلاك الايمان الكامل و الحقيقة اليقينية ، يريدون أن يروا العالم مرايا لهم يرون فيها أنفسهم .
نحن نحاول أن نعرف الأشياء بصورة أفضل ، أما عن الحقيقة اليقينية ، فلا أحد يعرفها ، و لن يعرفها . أو أنها مرت مرة بأحد و لم ينتبه لها ، و منذ ذلك ، لم تظهر .
نحن دائمي إحراز الأهداف في الحياة ، لكن أهداف أخري تلهينا عما أحرزناه ،
و الخوف حاضر يشوش الأمور .
أعرف أن خوفك صار عبئًا عليكِ ، و أنه حين نبت خوفك ، لم ينتبه أحد له و أنك تحملينه وحدك و أنكِ أرق من أن تحتملي متاعب الحياة و أنتِ حساسة جدًا ، فلستِ تقبلين معونة و لكنكِ لستِ من القوة بحيث تستغنين عن المساعدة .
تعرفين : الخوف يلتبس الجميع ، حتي الذين لا يخافون شيئًا ، يخافون كل شيء ، لأنهم يخافون أن يخافوا يومًا من شيء.
لم يعد أحدًا شجاعًا يا عزيزتي .
أعرف أن يدكِ أعيتكِ ، ما تكتبه ، ليس ما أردتِ أن تكتبيه . عيناكِ أعيتكِ من التحديق في الوافدين . أعيتكِ " الرغبة في أن تكوني هنا ، بين الناس منصرفةً عنهم أو إليهم " تبادلينهم بسمة زائلة ، و ترين أن اقامتهم لن تدوم .
" الذين لا يعرفون إلا اسمكِ " ، نهوكِ عن الوردة لأنهم لم يروا أعلي من الشوك ، قالوا لكِ : " أمسكي بفأس " لأنهم لم يروا غير الشجر اليابس .
صدرك ، الذي يؤلمك ، مجرد تعب . عيناكِ الشاردة بوضوح تظهر فيهم كل إنش من روحك . لا ، ليس هناك ظلمة أو شيء متحجر، الشمس في قلبك ، لن تخبو . و خوفك هذا ألم يضيء . إنكِ حقً قوية و تطوين قيمتك بداخلك و هذا الصمت ليس إلا سكون عذب . شعرك ، الذين تحسينه ثقيل حين تمشطينه يصلح عريشة ، للفراشات.
لكِ كل شيء ، كل شيء يليق بأزرق روحك .
أنتِ حلوة
أنتِ لا تعرفين قيمة نفسك .

.أذكرِك أنكِ حلوة.


حقوق الطبع والنشر ، محفوظة لـ مجلة انا وذاتي