Social Icons

الرسالة العشرون لـ تدرين : وليد حمدي اسرائيل

تدرين :
 كان " ماريو فارغاس يوسا " روائي الأحلام و الأوهام ، يُعرّف خسارته بالذل الكبير . الواحد يحس بالذل الكبير لو أدرك _ ولو مرة _ أنه خسر عمره ، حين يري حياته غير مضيئة . "كل ما لدي هو مني ، وكل ما لم أحصل عليه كان بمقدوري امتلاكه لولا انحرافي وعدم معرفتي لنفسي . عراقيل الحياة منعتني من الوصول لكنني أريد أن أبدأ .. "كما تقول فروغ فرخ زاد .
أحب " صمويل بيكيت " . أحب " بيكيت" و أخافه . أخاف : مأساته ، ملهاته ، ألمه و أمله . " هذا أحد الأسباب التي تجعلني اتجنب الكلام قدر الإمكان ...و هذا شيء بشع بالنسبة لشخص لديه ولع بالحقيقة مثلي . " هذا ما يقوله " بيكيت " ، يضيف :" و لكنني لا أعمل من أجل المال ، من أجل ماذا إذن ؟ لا أعرف الحقيقة أنني لا أعرف العديد من الأشياء. "
لا أعرف العديد من الأشياء . لا أعتبر شيء يقينًا أو حقيقة ، لكن الأمور معكِ مختلفة تمامًا بالنسبة ليّ ، بالنسبة لواحد لم يتملك حقيقة في عمره . معكِ كل شيء يبدو حقيقًا و تجعليني أنا نفسي شخصًا حقيقًا .
إن كنت أنا بحر ، فأنت البر ، و البر هو من يحدد البحر و يعرّفه . أنتِ تعرفيني . من لا بر له لا بحر له . و أنتِ بحر أمامي و فيّ ، أزداد تورطًا فيكِ و أحب التورط فيكِ .
في بداية كل شيء تكونين أنتِ هناك . في نهاية كل شيء تكونين أنتِ هناك . حب غير مشروط ، يعبر عن الأشياء كلها .
أتكئ علي حبك .
لا أحس أني غريب أو وحيد بوجودك . كل شيء امتداد لظلك . أنتِ أفضل ما لدي و ملجأي الوحيد . أعرف أني استطيع أن أثق بكِ . أعرف أني استطيع أن أمضي كل شيء إلي جوارك ، و كل شيء في مرته الأولي . حين يضيق بيّ كل شيء ، أجيء إليكِ ، أعرف أنه لن يكون في عينيكِ أي تأنيب ليّ ، و أنتِ الوحيدة التي تكسر السكون في قلبي ، و ترغبين فيه حين يكون مثل خبز يابس لا يرغب فيه أحد .
دونك لا شيء يبدو ضروريًا . أحبك . أحب حبك . أحب كل شيء في حبك .
أنتِ تُضئنني .
ما أريده هو أن تُزهر ضحكتك _ ضحكة السيدة _ لا أكثر و لا أقل . أريد أن أشد علي ساعدك . لا . أريد أن أكون ساعدك . أريد أن افتح لكِ في كل جدار نافذة و أمام كل نافذة وردة ، و علي كل وردة فراشة تضع القبلات فوق جبينك .
و ابقِ وردة علي صدري .

أُذكركِ أنكِ حلوة .

حقوق الطبع والنشر ، محفوظة لـ مجلة انا وذاتي