تدرين :
أنتِ الآن هناك _ في مكان ما _ في ركن هادئ تختلين بنفسك .
الوقت منتصف الليل ، هل من رجاء يرتجي داخل الوقت ؟ موت الذاكرة ؟ النسيان ؟
أدخل الغرفة ،أغلق الباب و النوافذ ، أطفئ الضوء . يغلف الظلام كل شيء . شيئًا فشيئًا أصير كتلة فيه .
الضوء فاضح ، يميز بين الأشياء . لا وجه لمن لا يتظر نحو الضوء .
الظلام جيد ، يواري كل شيء تحت عباءته : الفضاء الخاوي ، المنحوتات الناتئة و علامات الاستفهام الكبيرة . الظلام جيد ، فيه ، لا دخل لأحد بأحد .
الظلام سكون . كل شيء ولد من سكون . الفجر من سكون الليل . الطفل من رحم أمه . الضوء يدين للظلام ، لا ضوء قبل الظلام .
الواحد حين يفقد الصلة بسكونه الداخلي ، يفقد الصلة بذاته ، و حين يفقد الصلة بذاته ، يفقد نفسه في ضجيج العالم .
معظم الناس يقضون حياتهم سجناء الانتظار ، أو لا يستطيعون الانفلات من قبضة الماضي . علي نحو ما يسابقون الأيام ! و لا أحد يسابق أيامه .
الخوف وحده ما يجعلنا نسرع ، الخوف من أن يأتي المنتظر و لا نكون في انتظاره .
الآن ، تجلسين هناك ، تراقبين العالم ، خشية أن يحصرك في شكل ما ، كونك سيئة ؟ العالم الذي لم يعد أحد يحبه أو يشتهيه. عالم الأعداء ضد الأعداء . العالم الذي أحببتيه و أهداكي دمعتين .
تدرين : خارج الانتظار ، لا يكون هناك ثمة حاجة إلي الآخر الذي نفرغ منه ، كمن يطبق كتابًا و ينام .
و لمَ الانتظار؟
الذي يمضي لنتركه يمضي ، لا نتعقب أثره و لا نناديه . هو أصبح خارج انتظارنا ، حرًا ؟ طليقًا ؟
الخوف هو ما يدفعنا لتقسيم الحياة : ماضِ ، حاضر و مستقبل . الشيء الحقيقي الوحيد هو الحاضر .
ما يحوذه الخائف أن ما كان قريبًا صار نائيًا ، و ما كان نائيًا صار في متناوله ، و يصير هو بالغ الضآلة بالنسبة للعالم ، بالغ الاضطراب .
نبلغ أقصي الخوف . من يبلغ أقصي الخوف لا يعد يخاف . كل شيء وسيلة لا غاية ، دون عزاء أو انتظار ما لم نملكه و ما لم يكن لنا . يستع البحر لننثر فوقه أوهامنا .
تدرين : تحضرين الآن . انظر إليكِ ، أنتِ البسيطة كالألف .
تحضرين الآن . تجدين نفسك . كامل الحياة بداخلك و لا شيء غير هذا يهم . كل ما هو عابر لا يهم .
تحضرين الآن . تفرجين عن شفتين . تبعثرين الضباب و تضحكين : للجائع ، المسافر الوحيد ، لأجل أحد من الذين مضوا لن يعود .
تنامين . تستيقظين علي وردتك و نجمتكِ العائدة . تخرجين للعالم بصفاء / دون وجع الرغبة في العودة إلي ما بات ركام .
سماء زرقاء
بحر أزرق
تهدين الفراشات الألوان كي تصير جميلة .
تتجددين و تسطعين
تحلمين بما يكون لا بما كان
تبتسمين
تحتلين الحاضر
تكتشفين فيكِ نورًا
تتجاهلين الوقت
و تربحينه
ماذا بعد ؟
ماذا بعد ؟
و الكون في اصبعك
الكون الذي
لكِ
وحدكِ .
.أذكرِك أنكِ حلوة.
أنتِ الآن هناك _ في مكان ما _ في ركن هادئ تختلين بنفسك .
الوقت منتصف الليل ، هل من رجاء يرتجي داخل الوقت ؟ موت الذاكرة ؟ النسيان ؟
أدخل الغرفة ،أغلق الباب و النوافذ ، أطفئ الضوء . يغلف الظلام كل شيء . شيئًا فشيئًا أصير كتلة فيه .
الضوء فاضح ، يميز بين الأشياء . لا وجه لمن لا يتظر نحو الضوء .
الظلام جيد ، يواري كل شيء تحت عباءته : الفضاء الخاوي ، المنحوتات الناتئة و علامات الاستفهام الكبيرة . الظلام جيد ، فيه ، لا دخل لأحد بأحد .
الظلام سكون . كل شيء ولد من سكون . الفجر من سكون الليل . الطفل من رحم أمه . الضوء يدين للظلام ، لا ضوء قبل الظلام .
الواحد حين يفقد الصلة بسكونه الداخلي ، يفقد الصلة بذاته ، و حين يفقد الصلة بذاته ، يفقد نفسه في ضجيج العالم .
معظم الناس يقضون حياتهم سجناء الانتظار ، أو لا يستطيعون الانفلات من قبضة الماضي . علي نحو ما يسابقون الأيام ! و لا أحد يسابق أيامه .
الخوف وحده ما يجعلنا نسرع ، الخوف من أن يأتي المنتظر و لا نكون في انتظاره .
الآن ، تجلسين هناك ، تراقبين العالم ، خشية أن يحصرك في شكل ما ، كونك سيئة ؟ العالم الذي لم يعد أحد يحبه أو يشتهيه. عالم الأعداء ضد الأعداء . العالم الذي أحببتيه و أهداكي دمعتين .
تدرين : خارج الانتظار ، لا يكون هناك ثمة حاجة إلي الآخر الذي نفرغ منه ، كمن يطبق كتابًا و ينام .
و لمَ الانتظار؟
الذي يمضي لنتركه يمضي ، لا نتعقب أثره و لا نناديه . هو أصبح خارج انتظارنا ، حرًا ؟ طليقًا ؟
الخوف هو ما يدفعنا لتقسيم الحياة : ماضِ ، حاضر و مستقبل . الشيء الحقيقي الوحيد هو الحاضر .
ما يحوذه الخائف أن ما كان قريبًا صار نائيًا ، و ما كان نائيًا صار في متناوله ، و يصير هو بالغ الضآلة بالنسبة للعالم ، بالغ الاضطراب .
نبلغ أقصي الخوف . من يبلغ أقصي الخوف لا يعد يخاف . كل شيء وسيلة لا غاية ، دون عزاء أو انتظار ما لم نملكه و ما لم يكن لنا . يستع البحر لننثر فوقه أوهامنا .
تدرين : تحضرين الآن . انظر إليكِ ، أنتِ البسيطة كالألف .
تحضرين الآن . تجدين نفسك . كامل الحياة بداخلك و لا شيء غير هذا يهم . كل ما هو عابر لا يهم .
تحضرين الآن . تفرجين عن شفتين . تبعثرين الضباب و تضحكين : للجائع ، المسافر الوحيد ، لأجل أحد من الذين مضوا لن يعود .
تنامين . تستيقظين علي وردتك و نجمتكِ العائدة . تخرجين للعالم بصفاء / دون وجع الرغبة في العودة إلي ما بات ركام .
سماء زرقاء
بحر أزرق
تهدين الفراشات الألوان كي تصير جميلة .
تتجددين و تسطعين
تحلمين بما يكون لا بما كان
تبتسمين
تحتلين الحاضر
تكتشفين فيكِ نورًا
تتجاهلين الوقت
و تربحينه
ماذا بعد ؟
ماذا بعد ؟
و الكون في اصبعك
الكون الذي
لكِ
وحدكِ .
.أذكرِك أنكِ حلوة.