تدرين :
ميلان كونديرا ، في روايته حفلة التفاهة ، يستعيد تحذير لينين مولوتوف لستالين ، بأنه يجري التحضير لانزال تماثيله ، رد عليه ستالين بأن ذلك ما يسمي نهاية حلم ، و أن جميع الأحلام تنتهي يومًا .
يجزم كونديرا _ علي لسان شخصياته _ بأن الناس متعة الخداع تحميهم و أن تلك كانت استراتيجيتهم جميعًا و أنهم أدركو منذ زمن طويل أنه لم ممكنًا تغيير العالم .
الحياة صراع الجميع ضد الجميع . الناس يلقون عار الشعور بالذنب علي الآخرين و يفوز من ينجح في جعل الآخر مذنبًا و سيخسر من يعترف بخطأ .
كونديرا ، الذي ذهب إلي فرنسا _ هربًا من التشيك التي هي بلده _ و سُلطت عليه الأضواء ، كتب بالفرنسية ، عومل علي اعتباره مضطهدًا و هاربًا من جحافل القمع الستاليني .
صاحب الأقنعة ، الفترة التي بلغ فيها شهرة عالمية ، كانت التشيك تخوض صراعًا مريرًا .
أليس المقنع شخصا خائفًا ضائعًا ، ظهوره علي حقيقته سيسلبه قوة القناع الذي يرتديه . غير أن أكثر الأقنعة قسوة ، تلك التي بلا ملامح ، الفارغة من أي معني ، التي تحيل الشخص إلي كائن مبهم .
الشاعر ( المناضل ؟) الذي كتب : " سندهب إلي أرض ستالين لنغرف قوتنا "
الطفل المدلل للنظام _ في بلده _ حتي عام 1968 ، الذي اتهمه فاتسلاف هافل بتعاونه مع الشرطة الشيوعية السرية ، رد كونديرا و كان قد تخلي عن اعماله التي كتبها في التشيك : " محاولة اغتيال لي "
كانت الكلمات تبدو ضئيلة أما رأسه الضخم .
كونه شريدًا ، لا وطن له ، بمكر داعر حقيقي ، حاول أن يصور العالم تافهًا ، يفلسف التفاهة و يضيف لها بعدًا وجوديًا ، ذلك يبدو مدعاة لاحترام أكثر !
خسر نفسه ، فخسر كل شيء
تفهمين ؟
خسر نفسه فخسر كل شيء .
ايفان كليما / مواطن كونديرا ، الذي جاءت شهرة الأخير علي حسابه .
كان في أمريكا لتدريس الأدب . حين انطلقت الدبابات السوفيتية ، لتضع نهاية لربيع براغ . هزته الأنباء ، وجد نفسه أمام قرار صعب يتعلق بالبقاء كغيره أو العودة إلي بلاده. قال الجميع : " لا ترجع ، سيرسلونك إلي سيبيريا " لكنه أحس بأن لا معني لبقاءه في الخارج و افتقاده ، ليس للغة وحدها أو الناس الذين يفهمونه ، إنما افتقاده نفسه .
عاد و اختار العمل في القمامة ، بقي يصارع روح براغ ، فضل كناسة شوارع مدينته علي منفًا يختاره .
كان _ مثلك _ يخشي الاشارة لشخصه ، لا يجرؤ علي التباهي ، يتردد في وصف نفسه .
سقطت الشيوعية و نُشرت رواياته و راجت بقوة . لم يكتب من أجل الشعارات . كان يكتب بصدق و عمق . لم يمت أدبه بانهيار حائط برلين و سقوط الشيوعية ، بل استمر روح حية ، تصلح لكل مرحلة .
ربح نفسه ، فربح كل شيء
تفهمين ؟
ربح نفسه ، فربح كل شيء
" استيقظتُ مرهقة ، أو علي نحو أكثر دقة ، لا شهية للحياة . هل شعرتُ للحظة بشهية للحياة ؟ لا أظن . لكن كان قطعًا لدي المزيد من القوة "
هذا ما تقوله كريستينا ، بطلة روايته لا قديسون و لا ملائكة .
تدرين : أنتِ تتخلين عن القوة التي تملكينها ، تتخلين عن شهيتك للحياة .
تغفرين للعالم و لا تغفرين لنفسك . لا تتعاملين مع ما أنتِ عليه .
أنتِ جميلة و قوية كما أنتِ : خوفك ، ترددك ، تمزقك ، الأحلام التي تروادك ، الحكايات التي تنقصك ، الزاوية الأشد ظلمة و نورك الأشد سطوعًا .
العالم يدور في فلكك ، لا غبار أن تكوني أنتِ . لا غبار .
دانيال بناك ، كاتب فرنسي _ الكثير لا يعرفونه و ذلك أفضل _ " صحراء شاسعة " هكذا كان يصف غباءه ، كان يخاف الهجاء و النحو و حفلات التعذيب بالقراءة . صار روائيًا لاحقًا ، هزم خوفه :" الخوف من القراءة يُعالج بالمزيد من القراءة . الخوف من النحو ، يُعالج بالمزيد من النحو . الخوف من عدم فهم النص ، يُعالج بالانغماس في النص "
الخوف من العالم ، يُعالج بالانغماس في العالم . نعم هكذا أنا كلاسيكي . المشاع أن تكتفي بالانزاوء في ركن غرفتك . ليس صحيحًا ، لن تتخطي خوفك ، دون الخروج من شرنقتك . العالم ليس كما حكت الجدات عن الأميرات التي يحملهن الفرسان علي خيلهم . نعم . لكن انكفاءك علي نفسك ، موت . العالم لا يزال مشبعًا بالمفاجآت .
علي الواحد أن يفي يما يدين ، و لو كان متأخرًا .
تدينين لنفسك بالكثير .
.أذكرِك أنكِ حلوة.
ميلان كونديرا ، في روايته حفلة التفاهة ، يستعيد تحذير لينين مولوتوف لستالين ، بأنه يجري التحضير لانزال تماثيله ، رد عليه ستالين بأن ذلك ما يسمي نهاية حلم ، و أن جميع الأحلام تنتهي يومًا .
يجزم كونديرا _ علي لسان شخصياته _ بأن الناس متعة الخداع تحميهم و أن تلك كانت استراتيجيتهم جميعًا و أنهم أدركو منذ زمن طويل أنه لم ممكنًا تغيير العالم .
الحياة صراع الجميع ضد الجميع . الناس يلقون عار الشعور بالذنب علي الآخرين و يفوز من ينجح في جعل الآخر مذنبًا و سيخسر من يعترف بخطأ .
كونديرا ، الذي ذهب إلي فرنسا _ هربًا من التشيك التي هي بلده _ و سُلطت عليه الأضواء ، كتب بالفرنسية ، عومل علي اعتباره مضطهدًا و هاربًا من جحافل القمع الستاليني .
صاحب الأقنعة ، الفترة التي بلغ فيها شهرة عالمية ، كانت التشيك تخوض صراعًا مريرًا .
أليس المقنع شخصا خائفًا ضائعًا ، ظهوره علي حقيقته سيسلبه قوة القناع الذي يرتديه . غير أن أكثر الأقنعة قسوة ، تلك التي بلا ملامح ، الفارغة من أي معني ، التي تحيل الشخص إلي كائن مبهم .
الشاعر ( المناضل ؟) الذي كتب : " سندهب إلي أرض ستالين لنغرف قوتنا "
الطفل المدلل للنظام _ في بلده _ حتي عام 1968 ، الذي اتهمه فاتسلاف هافل بتعاونه مع الشرطة الشيوعية السرية ، رد كونديرا و كان قد تخلي عن اعماله التي كتبها في التشيك : " محاولة اغتيال لي "
كانت الكلمات تبدو ضئيلة أما رأسه الضخم .
كونه شريدًا ، لا وطن له ، بمكر داعر حقيقي ، حاول أن يصور العالم تافهًا ، يفلسف التفاهة و يضيف لها بعدًا وجوديًا ، ذلك يبدو مدعاة لاحترام أكثر !
خسر نفسه ، فخسر كل شيء
تفهمين ؟
خسر نفسه فخسر كل شيء .
ايفان كليما / مواطن كونديرا ، الذي جاءت شهرة الأخير علي حسابه .
كان في أمريكا لتدريس الأدب . حين انطلقت الدبابات السوفيتية ، لتضع نهاية لربيع براغ . هزته الأنباء ، وجد نفسه أمام قرار صعب يتعلق بالبقاء كغيره أو العودة إلي بلاده. قال الجميع : " لا ترجع ، سيرسلونك إلي سيبيريا " لكنه أحس بأن لا معني لبقاءه في الخارج و افتقاده ، ليس للغة وحدها أو الناس الذين يفهمونه ، إنما افتقاده نفسه .
عاد و اختار العمل في القمامة ، بقي يصارع روح براغ ، فضل كناسة شوارع مدينته علي منفًا يختاره .
كان _ مثلك _ يخشي الاشارة لشخصه ، لا يجرؤ علي التباهي ، يتردد في وصف نفسه .
سقطت الشيوعية و نُشرت رواياته و راجت بقوة . لم يكتب من أجل الشعارات . كان يكتب بصدق و عمق . لم يمت أدبه بانهيار حائط برلين و سقوط الشيوعية ، بل استمر روح حية ، تصلح لكل مرحلة .
ربح نفسه ، فربح كل شيء
تفهمين ؟
ربح نفسه ، فربح كل شيء
" استيقظتُ مرهقة ، أو علي نحو أكثر دقة ، لا شهية للحياة . هل شعرتُ للحظة بشهية للحياة ؟ لا أظن . لكن كان قطعًا لدي المزيد من القوة "
هذا ما تقوله كريستينا ، بطلة روايته لا قديسون و لا ملائكة .
تدرين : أنتِ تتخلين عن القوة التي تملكينها ، تتخلين عن شهيتك للحياة .
تغفرين للعالم و لا تغفرين لنفسك . لا تتعاملين مع ما أنتِ عليه .
أنتِ جميلة و قوية كما أنتِ : خوفك ، ترددك ، تمزقك ، الأحلام التي تروادك ، الحكايات التي تنقصك ، الزاوية الأشد ظلمة و نورك الأشد سطوعًا .
العالم يدور في فلكك ، لا غبار أن تكوني أنتِ . لا غبار .
دانيال بناك ، كاتب فرنسي _ الكثير لا يعرفونه و ذلك أفضل _ " صحراء شاسعة " هكذا كان يصف غباءه ، كان يخاف الهجاء و النحو و حفلات التعذيب بالقراءة . صار روائيًا لاحقًا ، هزم خوفه :" الخوف من القراءة يُعالج بالمزيد من القراءة . الخوف من النحو ، يُعالج بالمزيد من النحو . الخوف من عدم فهم النص ، يُعالج بالانغماس في النص "
الخوف من العالم ، يُعالج بالانغماس في العالم . نعم هكذا أنا كلاسيكي . المشاع أن تكتفي بالانزاوء في ركن غرفتك . ليس صحيحًا ، لن تتخطي خوفك ، دون الخروج من شرنقتك . العالم ليس كما حكت الجدات عن الأميرات التي يحملهن الفرسان علي خيلهم . نعم . لكن انكفاءك علي نفسك ، موت . العالم لا يزال مشبعًا بالمفاجآت .
علي الواحد أن يفي يما يدين ، و لو كان متأخرًا .
تدينين لنفسك بالكثير .
.أذكرِك أنكِ حلوة.