تدرين :
في قصة " العرق " يحكي " فريد أوركوهارت " عن " جيني " الفتاة التي كانت ترتعب من فكرة أن يلاحظ الناس رائحة عرقها . رغم أنه لم يكن لذلك أي أهمية في المكان الذي تعيش و تعمل فيه .
لم يكن لها رائحة عرق ، إلا أن خوفها من أن يشتم أحد رائحة عرق لها ، جعلها تشتم رائحة عرق لنفسها غير موجودة أصلًا ، فباتت تخشي أن ينتبه أحد لها ، إذا لاحظت شخصًا يشهق أو يزفر بطريقة ملحوظة غمرها شعور بالخزي و الحرج .
الخوف بقي عالقًا معها و كذلك الرائحة الوهمية ، حتي يوم ، بعد ساعة عمل إضافي و مال أكثر ، ذهبت لتشتري عطر لنفسها ، قبل أن تضعه ، خافت ألا يُضيّع رائحة العرق . و ما أن وضعته حتي اشتمت رائحة أكثر سوءًا .
يروي " هوميروس " : أن " أوديسيوس " بقي وحيدًا ليس بجانبه أحد ، إذ اشتد الخوف بجميع من حوله . "
الخوف متربص دائمًا ، حتي الاتزان الذي قد يفخر الواحد به ، أحيانًا يجعله الخوف من فقده ، " ليس إلا قناعًا معرضا لخطر أن يُنتزع ."
الواحد إن استبد به الخوف ، يري كل شيء حوله مهتزًا ، وحتي إن كان الواحد متزنًا ، بمجرد الخوف ، أي شيء يكون قادر علي هزه .
نعيش وحيدين ، معًا .التعارض ، بين السكون و الحركة ، بين الزمن و الأبدية .لا نعرف شيئًا ، في وجودنا كله ، نسعي إلي الفرار من هذه المتناقضات التي تمزقنا ، ما دام كل شيء ( الوعي بالذات ، الزمن ، العقل و العادات ) ، يطردنا من الحياة ، فإن كل شيء يدفعنا كذلك إلي العودة .
المفروض أن يضمن لنا الموت الحرية . الحرية من التملك و الخضوع . لكن العكس تمامًا ما يحدث ، يصبح الواحد _ في صراعه مع العدم _ أكثر رغبة في التملك و أكثر خضوعًا للمكسب و الخسارة و لا أحد يقدم ما ينتظره من الآخر .
الواحد حين تسوء الأمور من حوله ، أحيانًا يتهوس بنفسه و يري كل شيء حوله كمصيدة ، كل شيء يتربص به ، أو ، يأخذ رد فعل تجاه نفسه ، أنه هو السيء و لا يستحق غير ما يحدث له ، يختار التيه ليكون فيه ، ليبرر تيه الأشياء من حوله .
ليس عليكِ أن تعاقبي نفسك ، أو تظني حياتك تتفرغ أمامك . ليس عليكِ أن تتخبطي بين اختيار عزلتك و بين الخروج إلي الحيا ة. لا تخافي ، أن تكون عزلتكِ قهر لكِ أو ان تقابلي _ حين مغادرتها _ أشياء تترك شظايا و ندوب في روحك .
لستِ مهزومة ، " رأسكِ ليست منخفضة كما يخيل لكِ " ، قلبك ليس خرابًا أبدًا أو محاطًا ببقايا تهدم .
كل هذا السوء من حولكِ لا يعني شيئًا . ما زلتِ تلك الطفلة الذي اعتاد جدها تقبيلها ، تحسين بتلك القبلات و بخدر أصابعه في شعرك . ما زلتِ غير قادرة إلا علي التوق للبراءة .و لستِ وحيدة أبدًا بكل هذه البراءة الحاضرة فيكِ .
أنتِ واحدة و أنتِ كل شيء . تحت ظل اسمك و نطقه المتناغم . لا تخلسين النظر للحيا ة و لا " يخلو مربعك من مفاتن " . تعبرين من ضفة لأخري ، و شعرك متألق بتأنٍ ، تسيرين و لا تتعثرين ، و إن سقطتي تنهضين . لديكِ وجه ، تمتلكين قلبًا مثل " فاكهة طازجة معلقة علي الأغصان " لا ليالي صامتة لا لغط لا اضطراب لا جدران عازلة .
لا تعجزين عن النوم ، " بين ما ترين و بين ما تقولين ، بين ما تقولين و بين ما تبقينه صامتًا ، بين ما تبقينه صامتًا و بين ما تحلمين به ، بين و ما تحلمين به و بين ما تنسينه " .
تحبين نفسك الحب الصحيح ، تؤمنين بها ، تعودين لقبلك تتعرفين عليه . لا حاجة بكِ لغرفة تنزوي بها ، لا غرف خلفية للماضي ، أو ( بدروم ) لأشياء في المستقبل . تنسجين حلمًا و رؤيا ، ترسمين جزيرة و عالمًا يحوطه شباك أزرق ، و لا يحوطك أنتِ شيء إلا الحنان .
ضحكتكِ خير للعالم ، تغنين ، نكاية في الفراغ الذي تركه من مروا ، فيكون براح ، ترقصين ، تنفضين أوجاعك ، و الريح تمر كما تمر بين أزهار البنفسج . في موضع كل ندبة تنبت وردة .
لكِ كل شيء
كل شيء يليق بكحل عيونك .
أُذكركِ أنكِ حلوة .
في قصة " العرق " يحكي " فريد أوركوهارت " عن " جيني " الفتاة التي كانت ترتعب من فكرة أن يلاحظ الناس رائحة عرقها . رغم أنه لم يكن لذلك أي أهمية في المكان الذي تعيش و تعمل فيه .
لم يكن لها رائحة عرق ، إلا أن خوفها من أن يشتم أحد رائحة عرق لها ، جعلها تشتم رائحة عرق لنفسها غير موجودة أصلًا ، فباتت تخشي أن ينتبه أحد لها ، إذا لاحظت شخصًا يشهق أو يزفر بطريقة ملحوظة غمرها شعور بالخزي و الحرج .
الخوف بقي عالقًا معها و كذلك الرائحة الوهمية ، حتي يوم ، بعد ساعة عمل إضافي و مال أكثر ، ذهبت لتشتري عطر لنفسها ، قبل أن تضعه ، خافت ألا يُضيّع رائحة العرق . و ما أن وضعته حتي اشتمت رائحة أكثر سوءًا .
يروي " هوميروس " : أن " أوديسيوس " بقي وحيدًا ليس بجانبه أحد ، إذ اشتد الخوف بجميع من حوله . "
الخوف متربص دائمًا ، حتي الاتزان الذي قد يفخر الواحد به ، أحيانًا يجعله الخوف من فقده ، " ليس إلا قناعًا معرضا لخطر أن يُنتزع ."
الواحد إن استبد به الخوف ، يري كل شيء حوله مهتزًا ، وحتي إن كان الواحد متزنًا ، بمجرد الخوف ، أي شيء يكون قادر علي هزه .
نعيش وحيدين ، معًا .التعارض ، بين السكون و الحركة ، بين الزمن و الأبدية .لا نعرف شيئًا ، في وجودنا كله ، نسعي إلي الفرار من هذه المتناقضات التي تمزقنا ، ما دام كل شيء ( الوعي بالذات ، الزمن ، العقل و العادات ) ، يطردنا من الحياة ، فإن كل شيء يدفعنا كذلك إلي العودة .
المفروض أن يضمن لنا الموت الحرية . الحرية من التملك و الخضوع . لكن العكس تمامًا ما يحدث ، يصبح الواحد _ في صراعه مع العدم _ أكثر رغبة في التملك و أكثر خضوعًا للمكسب و الخسارة و لا أحد يقدم ما ينتظره من الآخر .
الواحد حين تسوء الأمور من حوله ، أحيانًا يتهوس بنفسه و يري كل شيء حوله كمصيدة ، كل شيء يتربص به ، أو ، يأخذ رد فعل تجاه نفسه ، أنه هو السيء و لا يستحق غير ما يحدث له ، يختار التيه ليكون فيه ، ليبرر تيه الأشياء من حوله .
ليس عليكِ أن تعاقبي نفسك ، أو تظني حياتك تتفرغ أمامك . ليس عليكِ أن تتخبطي بين اختيار عزلتك و بين الخروج إلي الحيا ة. لا تخافي ، أن تكون عزلتكِ قهر لكِ أو ان تقابلي _ حين مغادرتها _ أشياء تترك شظايا و ندوب في روحك .
لستِ مهزومة ، " رأسكِ ليست منخفضة كما يخيل لكِ " ، قلبك ليس خرابًا أبدًا أو محاطًا ببقايا تهدم .
كل هذا السوء من حولكِ لا يعني شيئًا . ما زلتِ تلك الطفلة الذي اعتاد جدها تقبيلها ، تحسين بتلك القبلات و بخدر أصابعه في شعرك . ما زلتِ غير قادرة إلا علي التوق للبراءة .و لستِ وحيدة أبدًا بكل هذه البراءة الحاضرة فيكِ .
أنتِ واحدة و أنتِ كل شيء . تحت ظل اسمك و نطقه المتناغم . لا تخلسين النظر للحيا ة و لا " يخلو مربعك من مفاتن " . تعبرين من ضفة لأخري ، و شعرك متألق بتأنٍ ، تسيرين و لا تتعثرين ، و إن سقطتي تنهضين . لديكِ وجه ، تمتلكين قلبًا مثل " فاكهة طازجة معلقة علي الأغصان " لا ليالي صامتة لا لغط لا اضطراب لا جدران عازلة .
لا تعجزين عن النوم ، " بين ما ترين و بين ما تقولين ، بين ما تقولين و بين ما تبقينه صامتًا ، بين ما تبقينه صامتًا و بين ما تحلمين به ، بين و ما تحلمين به و بين ما تنسينه " .
تحبين نفسك الحب الصحيح ، تؤمنين بها ، تعودين لقبلك تتعرفين عليه . لا حاجة بكِ لغرفة تنزوي بها ، لا غرف خلفية للماضي ، أو ( بدروم ) لأشياء في المستقبل . تنسجين حلمًا و رؤيا ، ترسمين جزيرة و عالمًا يحوطه شباك أزرق ، و لا يحوطك أنتِ شيء إلا الحنان .
ضحكتكِ خير للعالم ، تغنين ، نكاية في الفراغ الذي تركه من مروا ، فيكون براح ، ترقصين ، تنفضين أوجاعك ، و الريح تمر كما تمر بين أزهار البنفسج . في موضع كل ندبة تنبت وردة .
لكِ كل شيء
كل شيء يليق بكحل عيونك .
أُذكركِ أنكِ حلوة .