تدرين :
في يوم رأيت غراب يصارع غراب ، سقط أحدهم بأرضنا ، لم يكن الآخر ليهبط فوقه إلا و جاءت غربان أخري أبعدته و طار غراب آخر و أحضر شيئًا ما في فمه و أطعمه للغراب الذي سقط و بقوا حوله حتي طار _ بضعف _ مرة أخري .
بومها قرأت أن " مالارمي " تهّوس بجملة عبثية : " ما قبل الأخير قد مات " .
في اليوم التالي وجدت الغراب ميتًا بأرض جارنا ، فوق فزاعة الطيور _ التي تشبه صليب اللورين _ كان مصلوبًا عليها بطريقة عكسية ، برأسه مدلاة لأسفل .
تهوست وقتها بما تهوس به " مالارمي " و أن الغراب حين سقط بالأمس ، سقط بالقرب من نهايته .
" ما قبل الأخير قد مات. أليست الأشياء حين تموت تكون النهاية حتي لو كان ما قبل الأخير أو كان الأول ؟
“لا يوجد شىء يمكن التعبير عنه، لا شىء بواسطته يمكن التعبير، لا شىء من خلاله يمكن التعبير، لا توجد قدرة على التعبير، ولا رغبة فى التعبير، كل هذا مع حتمية التعبير”.
في آخر سطر كتبه بورخيس في حياته يقول " " حين اكتشفت شيئًا عن العلاقات السرية بين الرؤيا و الرؤية انشغلت بالأولي و تركت الثانية .
الحلم تجربة حادة . الأحلام لا تروي انما تُعاش واقعا ، لكنها ككل شيء يندفع و يعود مرة أخري .
" ما قبل الأخير المستعصي علي التفسير
الواحد ، يحاول أن يحتفظ بنفسه سليمًا .. لنفسه . يحاول ألا ينسي نفسه ، يحاول ألا يستسلم لكل عبث أو لأي دور اُخترع له ، قدرية الدم ، قدرية المكان ، قدرية العجز و التفسخ و .. الحاجة .
الواحد حين يظن نفسه ملعونًا و لا يستطيع الانتصار علي تلك اللعنة ، حتي الذين يُفتنون بوجوده ، يصيرون دبابيس مغروسة في القلب .
أعرف أنه كلما جاءك زائر يجد أن كل شيء باهر والسعادة معلقة في كل الأركان . لكن لا أحد يدرك حزنك . كل عش تبنينه يسقط . كل زهر ينبت ، يذبل .
لستِ سيئة ، لستِ ملعونة . لستِ ضعيفة . تتركين كل هذا الذي حولك و تلومين نفسك ؟ أنتِ مثل زهرة نبتت بين صخرتين في مكان قاسٍ كالصمت .
أنتِ جميلة .
يُضيرني أنكِ تخجلين من أن تحكي شيء و أنكِ أحيانًا تعزلين نفسك لا تريدين التعرف إلي أحد أو إلي شيء .
لديك رغبة في الذهاب لأماكن كثيرة لكنكِ تخشين أن يحل الظلام و تضلي طريق العودة .
أحب ، أن اسمعك تضحكين . اسمعكِ حين تحتاجين للكلام و أن تحكي كيف كان يومك ، نتكلم معًا حين شعور عدم القدرة على التصرف وعدم القدرة على الكلام، وعدم القدرة على الاستقرار. . أنا صندوق حكايات لكِ تفرغين نفسك ، حكاياتك و خوفك ، فيه و كأنكِ لم تقولي شيئًا .
ستمضي أعوام ، تكبر فيكِ الحياة و لا تكبرين . كل قسوة لقيتها تحك أي خشونة في قلبك .الذي تخافين منه خلفك . كل يوم تصبحين لتثمني البهجة علي جسدك ، لا لتضمدي أي جرح . لا انحناءة قليلة في الظهر، مضاءة الثنية في جانب فمك ، عيناكِ ممتلئة بالنور و لا تري مع الشمس مبررات أخري . تدللين نفسك و يزيد حنانك نحوها نموًا و لا اختباء ما بين الصورة والنوم .
أُذكركِ أنكِ حلوة .
في يوم رأيت غراب يصارع غراب ، سقط أحدهم بأرضنا ، لم يكن الآخر ليهبط فوقه إلا و جاءت غربان أخري أبعدته و طار غراب آخر و أحضر شيئًا ما في فمه و أطعمه للغراب الذي سقط و بقوا حوله حتي طار _ بضعف _ مرة أخري .
بومها قرأت أن " مالارمي " تهّوس بجملة عبثية : " ما قبل الأخير قد مات " .
في اليوم التالي وجدت الغراب ميتًا بأرض جارنا ، فوق فزاعة الطيور _ التي تشبه صليب اللورين _ كان مصلوبًا عليها بطريقة عكسية ، برأسه مدلاة لأسفل .
تهوست وقتها بما تهوس به " مالارمي " و أن الغراب حين سقط بالأمس ، سقط بالقرب من نهايته .
" ما قبل الأخير قد مات. أليست الأشياء حين تموت تكون النهاية حتي لو كان ما قبل الأخير أو كان الأول ؟
“لا يوجد شىء يمكن التعبير عنه، لا شىء بواسطته يمكن التعبير، لا شىء من خلاله يمكن التعبير، لا توجد قدرة على التعبير، ولا رغبة فى التعبير، كل هذا مع حتمية التعبير”.
في آخر سطر كتبه بورخيس في حياته يقول " " حين اكتشفت شيئًا عن العلاقات السرية بين الرؤيا و الرؤية انشغلت بالأولي و تركت الثانية .
الحلم تجربة حادة . الأحلام لا تروي انما تُعاش واقعا ، لكنها ككل شيء يندفع و يعود مرة أخري .
" ما قبل الأخير المستعصي علي التفسير
الواحد ، يحاول أن يحتفظ بنفسه سليمًا .. لنفسه . يحاول ألا ينسي نفسه ، يحاول ألا يستسلم لكل عبث أو لأي دور اُخترع له ، قدرية الدم ، قدرية المكان ، قدرية العجز و التفسخ و .. الحاجة .
الواحد حين يظن نفسه ملعونًا و لا يستطيع الانتصار علي تلك اللعنة ، حتي الذين يُفتنون بوجوده ، يصيرون دبابيس مغروسة في القلب .
أعرف أنه كلما جاءك زائر يجد أن كل شيء باهر والسعادة معلقة في كل الأركان . لكن لا أحد يدرك حزنك . كل عش تبنينه يسقط . كل زهر ينبت ، يذبل .
لستِ سيئة ، لستِ ملعونة . لستِ ضعيفة . تتركين كل هذا الذي حولك و تلومين نفسك ؟ أنتِ مثل زهرة نبتت بين صخرتين في مكان قاسٍ كالصمت .
أنتِ جميلة .
يُضيرني أنكِ تخجلين من أن تحكي شيء و أنكِ أحيانًا تعزلين نفسك لا تريدين التعرف إلي أحد أو إلي شيء .
لديك رغبة في الذهاب لأماكن كثيرة لكنكِ تخشين أن يحل الظلام و تضلي طريق العودة .
أحب ، أن اسمعك تضحكين . اسمعكِ حين تحتاجين للكلام و أن تحكي كيف كان يومك ، نتكلم معًا حين شعور عدم القدرة على التصرف وعدم القدرة على الكلام، وعدم القدرة على الاستقرار. . أنا صندوق حكايات لكِ تفرغين نفسك ، حكاياتك و خوفك ، فيه و كأنكِ لم تقولي شيئًا .
ستمضي أعوام ، تكبر فيكِ الحياة و لا تكبرين . كل قسوة لقيتها تحك أي خشونة في قلبك .الذي تخافين منه خلفك . كل يوم تصبحين لتثمني البهجة علي جسدك ، لا لتضمدي أي جرح . لا انحناءة قليلة في الظهر، مضاءة الثنية في جانب فمك ، عيناكِ ممتلئة بالنور و لا تري مع الشمس مبررات أخري . تدللين نفسك و يزيد حنانك نحوها نموًا و لا اختباء ما بين الصورة والنوم .
أُذكركِ أنكِ حلوة .